فلا يعتدّ بإيمانه ، لأنه إما يتبع الهوى ، أو يقلد عن جهل وعمى ، ذاك أن
سر الرسالة هى الهداية ولم يكن بعض النبيين فيها بأكمل من بعض ، فإذا كفر ببعض
الكتب أو الرسل كان كفره بها دليلا على أنه لم يؤمن بشىء منها إيمانا صحيحا مبنيا
على فهم حقيقتها والبصر بحكمتها ، وكل ذلك من الضلال البعيد عن طرق الهداية.
ذكر الله تعالى
فى هذه الآيات حال قوم من أهل الضلال البعيد ـ آمنوا فى الظاهر نفاقا وكان الكفر
قد استحوذ على قلوبهم ولم يجعل فيها مكانا للاستعداد للفهم ، ومن ثم لم يمنعهم ذلك
من الرجوع إلى الكفر مرة بعد أخرى ، إذ هم لم يفقهوا